نشطاء المناخ يقيمون معرضاً فنياً في لندن (فيديو)
نشطاء المناخ يقيمون معرضاً فنياً في لندن (فيديو)
بعد أكثر من عام من الاحتجاجات التي استهدفت المتاحف والتي قام فيها نشطاء منظمة “أوقفوا النفط” برش مواد مختلفة على الزجاج الواقي على عدد من الأعمال الفنية الأكثر شهرة في العالم، غيّر المتظاهرون الآن مسارهم عبر تقديم عرض فني خاص بهم بعنوان "You May Find Yourself…'، في ميدان بيكاديللي في المملكة المتحدة لمدة أسبوعين.
نشطاء المناخ سيقدمون في المعرض مجموعة من الأعمال الفنية التي رسمها فنانون مختلفون مناصرون لقضية المناخ حول العالم، ما أثار حوارًا بين أولئك الذين لديهم فضول حول الأشخاص الذين ارتكبوا أكثر الأعمال جرأة في تاريخ المتاحف في القرن الحادي والعشرين.
ووفقا لحساب منظمة “أوقفوا النفط” على تويتر فقد انطلق المعرض تحت شعار "قد تجد نفسك..."، وفيه يعرض الفنانون وجامعو التحف والمؤسسات أعمالهم لدعم المطلب الأساسي لنشطاء المناخ: لا وقود أحفوري جديد.
كما بدأ نحو 40 من مؤيدي Just Stop Oil، السير في أربع مجموعات على الطرق الرئيسية في شمال وغرب لندن يوم السبت ووصلت الشرطة إلى طريق هارو في غضون 20 دقيقة، ووضع إشعار قانون النظام العام موضع التنفيذ، ومن المتوقع المزيد من المسيرات بالتزامن مع فترة المعرض.
وتشمل الأعمال الفنية التي استهدفتها Just Stop Oil في المملكة المتحدة عددا من الأعمال الفنية للفنان الهولندي العالمي فان جوخ وغيره من الفنانين المشاهير.
وتتوالى احتجاجات نشطاء المناخ بتشويه اللوحات والآثار الفنية في مناطق مختلفة من أوروبا آخرها ما جرى في إيطاليا من محاولات النشطاء تلويث نافورة تريفي في روما، مؤكدين أن هدفهم التوعية بأزمة المناخ، لكن تلك الحوادث أثارت انتقادات من أوساط فنية ورسمية اعتبرتها أعمالا "تخريبية" محذرة من آثارها العكسية.
وقد بدأت الحكومات الأوروبية في ملاحقة أعضاء مجموعات البيئة مثل "الجيل الأخير" و"أوقفوا النفط" وإخضاعهم للمحاكمة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.